إشراف .. غير مقبول !!
في فترة من فترات حياتي العملية .. الجادة والناجحة ولله الحمد .. وحين تحقق لي الإشراف على بعض طالبات الدراسات العليا .. وحين تحقق لنا أيضاً نجاح علمي ملفت .. وسمعة علمية متميزة .. كانت هناك محاولة غير ناجحة للأسف .. ليست غير ناجحة من ناحية النقطة البحثية .. وإمكانية إنجازها معملياً .. إنما من ناحية آلية الإشراف عليها .. وإمكانية إتمام ذلك حينها ..
في سالف الأيام .. وحين كانت تجمعني اجتماعات متكررة مع بعض الزملاء أو طالبي العلم .. في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعتي الحبيبة .. تم التنسيق للقاء مع أحدهم .. وبالفعل .. حضر للقائي ذلك الطالب .. الذي لا يحضرني اسمه الآن .. والذي كان يبحث عن مشرف علمي .. يقوم بالإشراف عليه لدراسة الماجستير .. ويبدو أنه قد سمع عني .. فجاءني تحديداً .. بعد أن تم الترتيب لذلك مع مشرفي الفاضل بروف عبدالإله باناجه .. عليه رحمة الله .. أي أنني لم أبحث عنه .. أو أطرق بابه .. بل هو من أختار أن أكون مشرفةً عليه ..
في لقائي ذاك معه .. تحدثنا وتناقشنا .. وأبدى لي رغبته تحديداً .. بحيث أتولى أنا وبروف عبدالإله باناجه عليه رحمة الله .. الإشراف عليه .. رغم انهماك بروف باناجه حينها في تولي مهامه كمدير لجامعة الطائف .. والذي كان مُشجعاً لي للإشراف على الطالب ... دار النقاش والحديث بين ثلاثتنا لأيامٍ متتالية .. وفي نهاية الأمر .. وصلنا لنقطة بحثية معينة .. نعم لقد اقترحت له نقطة بحثية علمية جديدة .. عن طفيل معين لم يسبق لي أن اشتغلت عليه .. ووافق عليها الجميع ..
ويبدو أن هذا الأمر قد انتشر خبره .. ذلك بأن د. ناجية ستتولى الأشراف على طالب دراسات عليا .. وليست طالبة !! .. وبالفعل .. بدأت أستقبل اتصالات من بعض الزملاء .. منهم من يستفسر .. ومنهم من يحذر .. منهم من يتصل خلال تواجدي في الجامعة .. ومنهم من يتولى ذاك خارج وقت الدوام .. ومنحي الإحساس بأن هذا هو الأمر الجلل .. والذي سيحدث منه الخلل .. كيف ذلك ولماذا !! .. كيف أن سيدة تتولى الإشراف على طالب .. وليس على طالبة !! .. وكيف لا يشرف على الطالب عضو من القسم .. ولماذا عضوة تحديداً !! ..
وأنا في كل ذلك .. كنت متحلية بالهدوء والإصرار .. لقد استقبلت اتصالاتهم واستفساراتهم .. بهدوءٍ تام وتمسكٍ كبير .. موضحة لهم بأن ذلك الأمر طبيعي جداً .. وما المانع في ذلك !! .. لكن يبدو أنني كنت أواجه جبلاً أصم .. يصعب تجاوزهِ أو اختراقهِ حينها .. حتى كان ذلك اليوم .. حين استقبلت اتصالاً من مشرفي الفاضل .. بروف باناجه رحمة الله عليه .. قائلاً لي بكل هدوء وبالحرف الواحد .. "سيبي الموضوع يا ناجية .. خلاص اتركيه .. كله ماهو متقبل فكرة إشرافك العلمي على طالب" ..
حقيقةً .. لقد انزعجت من ذلك كثيراً .. لماذا عدم قبول ذلك !! .. ولكوني كذلك كنت أنا التي اقترحت النقطة البحثية للطالب .. وقد بدأ بالفعل يقرأ عنها .. ويجمع معلوماته عنها .. بل قد يكون بدأ تجاربه المعملية عليها .. خاصةً أنه وعلى ما أذكر .. لم يكن هناك شيء ضمن اللائحة .. يبين عدم إمكانية ذلك الإشراف .. لكنهم اعتبروه غريباً جداً .. وغير مألوفاً حينها ..
وبالتالي ذهبت نقطتي البحثية التي اقترحتها ونقحتها .. ووضعت خطة عملها .. وكل مساراتها البحثية .. وحددت خطوات تنفيذها .. نعم ذهبت لغيري للأسف .. ولقد أنجزها الطالب على ما أعتقد .. وظل متواصلاً معي لفترة .. ثم انقطعت أخباره عني ..
كما انتهي كفاحي في هذا المبدأ تحديداً .. بالخسران .. ولست نادمةً على شيء .. فعوض الله جداً كبير .. وعطائه لا ينفذ .. وعندي ثقةً بل وتأكيد .. بأن المستقبل القريب .. سيكشف لنا عن المفيد .. في هذه النقطة بالتحديد .. وساعتها .. راح أقول سـبـحـان مـغـيـر الأحـوال .. والحمد لله عـلى كـل حال ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق