6/29/2023

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

 ومضات .. تؤرخ مسيرة !! 



 

حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وهو قرار تركي العمل في جامعة المؤسس .. وعدم استمرار التعاقد مع هذا الصرح العلمي الكبير .. وذلك بعد أن طلبت التقاعد المبكر عند العمر المحدد له .. رغم ارتباطي حينها بهذا الصرح العلمي .. والتزامي بطالبات دراسات عليا .. كوني كنت مشرفة أكاديمية .. على طالبتي دكتوراه في تخصص علم الطفيليات .. ولم تنقطع علاقتي بإحدهن حتى إتمام مناقشتها بنجاح ولله الحمد ..



وحين كنت أيضاً قبل هذا القرار الجريء .. أستمتع بتدريس مادتي المحببة .. "مادة طفيليات" .. وكنت كذلك أشعر بمدى صعوبتها على الطالبات .. وحين عرضت كتاباتي على بعض الزملاء والزميلات .. وقد رأوا فيها شيئاً جميلاً .. نصحوني بالإستمرار في الكتابة .. لذا فقد ابتكرت كتابة قصص طفيلية .. تخفف من دسامة هذه المادة .. وقد أسميتها "لسان الحال" .. وقيمت جودتها من خلال طالبات التخصص .. ورأيت أنها نالت إعجابهم .. ووجدوا فيها شيئاً مختلفاً .. عما اعتادوا عليه في مسيرة حياتهم التعليمية .. 



كما أنه خلالها قد انبثقت عندي فكرة كتابية جديدة .. آلا وهي كتابة سيرة حياتي على صورة ومضات سريعة .. أفرغ فيها رغبتي الكتابية .. وأدون فيها مقتطفات من حياتي الإجتماعية والعملية .. وبعد تقييم تلك المحاولات أيضاً .. وبعد أن لاقت تأييداً وتشجيعاً .. فإني انطلقت مستعينة بالله .. في كتابة سلسلة "ومضات بروفيسورة" .. ومن ثم قررت إعلانها لعامة الناس .. ليعرفوا "ناجية" عن كثب .. ويعرفوا أن حياتها كانت مليئة بالتعب .. ولم تخرج على الدنيا .. وفي فمها ملعقة من ذهب .. 



 ومن أجل أن يتم نشر هذه النشاطين .. فإنه كان لابد من عمل فيديو تشويقي محفز لمتابعتها .. والإطلاع على محتواها وروعتها .. لذا فقد بحثت حتى وجدت .. من كان لي عوناً جميلاً .. وروحاً أجمل وأروع .. في إعداد ذلك الفيديو القصير .. والذي يعرض أسبوعياً قبيل كل نشاط .. بغرض الإعلان عن موعد نزول قصة "لسان الحال" .. أو ومضة ناجية الحياتية الجديدة ,,   



وإنه قد انتهيت قبيل فترة ليست بالقصيرة .. من كتابة ونشر القصص الطفيلية .. والتي نالت ولله الحمد الرضى المحلي والدولي .. لكونها حققت بعض الجوائز العالمية في عدة معارض دولية .. كما وأنني أرى أنه آن الآوان .. كي أتوقف عن الإستمرار في سرد ومضاتي الحياتية .. لذا فإنه .. ستكون هذه آخر ومضة لي .. توثق مسيرة حياة ..



نعم مسيرة حياة .. حياةٌ ولله الحمد مليئةٌ بالإنجاز .. والذي لا يزال مستمراً .. وإن اختلفت محاوره الحالية .. حين اتجهت لمعارض الإختراعات العالمية .. نعم إنه كفاحٌ قد تكلمت عنه في ومضاتي المتتالية .. حين بدأ منذ الصغر .. في حياتي بحي الرويس .. ذلك الحي الذي لا تزال ذكراه .. وذكرى أيامي فيه .. عالقةً في الذاكرة .. وقد يصل الأمر بي أحياناً أن أذهب إليه .. كي أتجول في بعض شوارعه .. متذكرة أحداثاً عديدة .. يصعب نسيانها ..



نعم مسيرة حياة .. رغم صعوبتها الجلية .. إلا أنَ لها عندي حلاوةٌ مميزة .. حلاوة الصبر والنجاح والإنجاز .. وطعم الكفاح والفخر والزهو .. وشعور التميز والتفرد .. ليس غروراً والله .. لكنه طعمٌ لا يعرف معناه .. إلا من عاش مثل تلك المعاناة .. نعم عاش الظروف التي عشت .. وعانى تلك الصعوبات التي عانيت .. وتكبد كل المشاق التي كابدت ..  


   

ولست وحدي في ذلك كله .. بل كانت كل عائلتي .. وخاصةً أمي وأبي .. عليهما رحمة الله .. نعم والدي ووالدتي .. أولئك الذين تغلبوا على كل قساوة الظروف .. وتحدوا واتحدوا ضد كل من عارضهم .. لتنفيذ ذلك القرار الجريء حينها .. وكان كل ذلك .. بإعتمادهم قبل كل شيء .. على خالقهم سبحانه وتعالى .. وعلى عزيمتهم ورغبتهم الأكيدة .. في البحث عن الأفضل ..



فما كان منهم إلا أن تكاتفوا وتعاهدوا .. وقاوموا وانتصروا .. وتعبوا وسهروا .. وبحثوا فوجدوا .. وكنت أنا بفضل الله .. أحد غراس هذا التعاهد والمقاومة .. والتعب والبحث .. وإن كل ما وصلت إليه حالياً .. ما كان ليتم لولا توفيق الله قبل كل شيء .. وكفاح والديي عليهما رحة الله .. وأنني كلما تحقق لي الآن إنجازٌ جميل مما أسعى إليه .. فإنه أتذكر والدييَ الرائعين .. وأترحم عليهما كثيراً .. وأذرف الدمع الحار لفراقي لهما .. كما هو حالي الآن والله العظيم ..



وإنني اسأل الله أن يجمعني بوالدييَ الغاليين .. وبمن أحب .. في روضات الجنات .. عند رحمنٍ رحيم .. بحالنا عليم .. ولعل أن يكون .. فيما سردت من ومضات حياتية .. يجد حسن صداه .. عند من يجده على هواه .. ومحققاً له مراده ومبتغاه .. وكل عام والجميع بخير وسعادة واطمئنان .. وسعة من العيش ورخاء وآمان .. وكل عام وأنتم بخير ..

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...