فعلاً .. من الصفر !!
منذ تقريباً ثمان سنوات أو تزيد قليلاً .. وتحديداً في عام 2014م .. حين كانت أول معرفتي بالأستاذ القدير .. مفيد النويصر .. حين تفضل حينها بكتابة مقالة عني .. في إحدى الصحف المحلية .. وقد أسماها "وعد ناجية لوالدها" .. كان قد أعدها بعد أن سمع قصتي تلك .. في حديثي المتكرر معه .. حين صاغها بأسلوبه المتميز المعهود منه .. وقد نشرت في "صحيفة مكة" ولازالت موجودة حتى الآن ..
وحين آراد الله له .. بأن يقدم برنامجه المتميز "من الصفر" .. والذي حقق ما شاء الله تميزاً ملحوظاً .. آراد أن أكون إحدى ضيفات هذا البرنامج .. منذ حلقاته الأولى .. لكني كنت أرفض ذلك .. لعدم قناعتي بظهوري على الشاشة كاشفة الوجه .. حيث أنه قد كانت لي لقاءات تلفزيونية وأنا بنقابي .. بعد كل إنجاز دولي أحققه .. لذا أصريت على رغبتي تلك .. بأني لن أظهر في لقاء برنامج "من الصفر" .. دون نقاب ..
وقد كانت بيني وبين أ. مفيد اتصالات تليفونية عديدة .. خاصةً بعد نجاح حلقات معينة من برنامجه الناجح ذاك .. أو عند إخباري له بما تحقق لي من إنجازات في مشاركاتي العالمية .. واتصاله بي مهنئاً .. ومشجعاً على الظهور في برنامجه الجمهوري المميز .. وفي كل مكالمة بيننا كنت أرد بالرفض .. كنت متمسكة بما أريد .. وكان هو كذلك .. لقناعته بماهية برنامجه المشاهد كثيراً ماشاءالله .. والمتميز جداً طرحاً وشخصيات .. حيث كان وما زال يعرض في ليالي الشهر الفضيل من كل عام .. عدا أنه في بعض الأعوام قد تغير موعد بث البرنامج وذلك لدواعي خطط القناة التلفزيونية .. وعدد البرامج الكثيرة في شهر رمضان الفضيل ..
وحين شاءت إرادة الله لي .. أن أترك عملي في جامعة المؤسس .. رغبة في التفرغ لعملي الخاص .. كنت قد آليت على نفسي .. بنشر سيرة حياتي .. بحيث أنشرها للعامة في يوم محدد من كل أسبوع .. حينها أعديت فيديو تشويقي قصير بعنوان " من هي .. ناجية !!" .. لعرض سيرتي الذاتية .. في صورة ومضات تنزل للعامة أسبوعياً .. وكذلك عرض منهج مادة "طفيليات" .. في صورة قصص لطيفة بعنوان "لسان الحال" .. ولقد قمت بإرسال هذا الفيديو المُعد إلى الأستاذ مفيد النويصر .. ومن ثم اتصل عليَ حينها قائلاً .. "السنه ذي راح تطلعي معايا في البرنامج .. ولا حاتقولي لا" .. عندها جاوبته بكل هدوء .. " طيب بإذن الله" ..
وعندها أخبرني أ. مفيد .. بأن فريق التصوير حالياً في مدينة جدة .. وبإذن الله راح نزورك ونصور الحلقة معاكِ .. ثم نغادر إلى المدينة المنورة .. جاوبته بكل رحابة الصدر .. خلاص على بركة الله .. لكن قدر الله أن تظهر عليَ أعراض التهاب المرارة .. عندها تواصلت مع أ. مفيد وأخبرته بحالتي الصحية .. وأنني أعتذر عن تصوير الحلقة .. ولعل في ذلك خيراً .. قال لي مُحفزاً .. "ولا يهمك راح نسافرإلى المدينة أولاً .. وبعد ما ننتهي من مهمتنا هناك .. نرجع لكِ إلى جدة .. المهم ارتاحي الحين .. واهتمي بصحتك" ..
وبالفعل بعد مدة بسيطة .. تمت زيارتهم لي في المنزل .. وتم التصوير على يومين متتالين .. كنت قد تكلمت فيه عن بداياتي وكيف كانت من الصفر .. وعن تدرج حياتي منذ بدء تعليمي في حي الرويس .. بفضل فطنة الوالدين عليهما رحمة الله .. وعن الدراسة الجامعية وصعوبتها في ذاك الزمان .. وعن استكمالي للدراسات العليا وما حدث لي فيها .. وعن فضل والديَ عليَ بعد الله وزوجي كذلك .. فيما وصلت إليه وفيما حققت من إنجازات ..
لقد كانت حلقة رائعة .. كنت فيها طبيعية إلى أبعد حد دون أي تكلف .. ذرفت فيها دموعي بشكل تلقائي .. حين تذكرت كل صعوبات الحياة .. وعن المعاناة والكفاح .. وعن السهر حتى الصباح .. وعن الجد والإجتهاد .. والتعب والإجهاد .. وعن مسيرة جميلة جداً .. من العطاء والإنجاز والعالمية .. وتحقيق الجوائز الدولية .. فكانت حلقة مؤثرة جداً بمعناها الحقيقي .. في مسيرة حياة .. لازالت ولله الحمد مستمرة .. بدأت فعلاً من الصفر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق