المرارة .. مرمرتني !!
في ليلة بدت من ملامحها الأولى أنها سعيدة وجميلة جداً .. قضيتها في منزل أختي الحبيبة .. كانت الساعات الأولى في تلك الجلسة المريحة .. والصحبة السعيدة .. تمر ممتعة وأنا جداُ مستمتعة .. بوجودي بينهن وحديثي معهن .. حتى بدأت أحس بشعور غريب .. أزعجني قليلاً في البداية .. ثم بدأ عليَ حينها ذلك الشعور .. وأحس كل من حولي بما أشعر .. غالبت كل الذي أشعر به .. وقلت مطمئنة لهم "أنا الحمدلله بخير" ..
وماهي إلا لحظات قليلة .. حتى زاد إنزعاجي مما أشعر به .. ولكوني كنت في منزل أختي .. فقد استأذنتهم في أن أستلقي قليلاً على ظهري .. وأنا لا زلت معهم .. رغبةً مني في مجالستهم .. والإستمتاع بالحديث معهم .. لكن ذلك أيضاً للأسف .. لم يكن حلاُ مريحاً لما أشعر به وأعاني منه .. عندها خرجت من تلك الغرفة .. وذهبت إلى غرفةٍ أخرى مجاورة .. أخذت أمشي فيها قليلاً .. أريد أن أتحرك فيها بمرونة وفي حركة مستمرة .. لعل ما أشعر به من ألم يخف ويتلاشى .. لكن شيئاً من ذلك لم يحدث .. ثم عندما رأوا حالتي تلك .. أرسلوا من يحضر لي دواء مسكن من الصيدلية .. كنت طلبته منهم .. لعل الله يحدث بعد أخذه أمرا .. أخذت الدواء وحاولت أن أرتاح قليلاً عليه .. ولكن للأسف .. لم يتغير شيء .. بل زادت حالتي سوءاً .. والكل قد شعر كثيراً بما أشعر وأعاني منه ..
وماهي إلا دقائق معدودة .. وأرادت إحدى أخواتي المغادرة .. عندها طلبت منها أن تأخذني إلى البيت .. ولقد فعلت حبيبتي هي .. وفي السيارة كنت أتلوى ألماً وأعاني معاناة شديدة .. وأرى الطريق طويلاً جداً وأنا حبيسة السيارة .. حقيقةً لا أعرف كيف أصف ما كنت أشعر به .. لقد استحملت الألم كثيراً .. طول الطريق ذاك رغم قصره .. حتى وصلت إلى البيت ..
وعندما دخلت البيت .. أصرت أختي أن تدخل معي .. وكأني أحسست بالإطمئنان شويه .. عندما عرفت كذلك أن أبني في البيت .. وشعرت بأن الألم قد خف قليلاً .. ولكني للأسف لم أصمد كثيراً .. خاصةً بعد أن صعدت الدرج ذاهبةً إلى غرفة نومي .. عندها أحسست بالألم ضاغطاً عليَ بشدة .. أفقدني الهدوء والصبر عليه .. كانت نوبات متفاوتة مزعجة كثيراً .. عندها أصر كل من حولي على الذهاب بي إلى المستشفى ..
وفي طريق الملك ذاك .. ونحن سائرون بالسيارة .. أحسست أن مابي قد تلاشى تماماً .. وأن نسمة هواء لطيفة تداعب إحساسي .. أخبرتهم بأني كويسة الحمدلله .. وطلبت منهم أن يذهبوا بي فقط إلى البحر .. للإستمتاع بجلسة ليلية على صوت الأمواج .. لكنهم لم ينفذوا رغبتي تلك .. بل إنهم استغربوها !! .. وساروا في طريقهم إلى طوارئ الخدمات الصحية .. بالخطوط السعودية ..
وأنا في الطوارئ تم تنويمي وفحصي .. عندها صرفت لي بعض المسكنات العلاجية وغادرت إلى البيت .. وخلالها كنت قد التقطت صورةً لي .. وأنا على سرير المرضى .. مخبرة بأن هذه حالتي الصحية .. ويصعب قيامي غداً بتصوير اللقاء التلفزيوني الذي طلب مني .. وعليه فإني أعتذر عن ذلك ولعل في ذلك خيرا .. عندها جاءني الرد بكل رحابة الصدر المعهودة .. واللطف الجميل من صاحب الخلق النبيل .. أستاذ مفيد النويصر .. بأنه سيتم الترتيب لعمل التسجيل لاحقاً .. فقط ارتاحي الآن وطمنينا على صحتك ..
وفي اليوم التالي .. تكررت نفس معاناة الألم الشديد .. رغم راحتي في السرير .. مما اضطرني للذهاب إلى الطوارئ مرة أخرى .. وهناك تم عمل تحاليل طبية إضافية .. عندها تم إخباري بأن المرارة جداً ملتهبة .. ولابد من نقلك على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى .. وبالفعل جهزوا سيارة الإسعاف بسائقها .. وأركبوني فيها على سريري .. ومعي ولدي مرافقاً لي .. وتم نقلي بصورة عاجلة إلى مستشفى سليمان فقيه .. وهناك تم تنويمي فيها لبضعة أيام .. وقد شخصت الحالة بأنه لابد من إزالة المرارة .. ولكن بعد أن يخف الإلتهاب .. وذلك بأخذ الأدوية المناسبة والراحة اللازمة في المستشفى لبضعة أيام .. وقد كان ..
وعليه .. فقد تم تأجيل تصوير اللقاء حتى يتم الشفاء .. وبعدها تحدد لي موعد آخر لإجراء العملية .. عدت فيها للمستشفى مرة أخرى .. كي أقضي ليلتي تلك قبل العملية .. في تلك الغرفة المطلة على شارع فلسطين .. وفي اليوم التالي تمت العملية بسلامة الله .. وأصبحت ذكرى لي ولكل من في البيت .. عن قوة تحملي وصبري .. وعن عنادي وإصراري .. وعن لطف الخالق بنا .. حين سبحانه يريد ونحن نريد .. والله يفعل ما يريد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق