5/18/2023

فرحة .. جداً مختلفة !!

 فرحة .. جداً مختلفة !! 



 

يُـقـال ليس أعز من الولد إلا ولد الولد .. وحين كنت أسمعها أحياناً .. كانت بالنسبة لي مقولةً عابرة .. لا أعيرها أي إهتمام .. ولا أعرف لها شعوراً ومعنى وإحساس .. حتى شاءت إرادة الله لنا .. أن نبشر بمثل هذا الخبر السعيد .. حينها جاءني شعور يصعب وصفه .. أنه ترقب حدثٍ جديد .. أنه قدوم أول حفيد لنا .. نعم كنا جميعنا دون استثناء .. ننتظر بشوق ماتحمله لنا بشائر الأيام ..



عشت أجمل أيامي مترقبة ومتلهفة لرؤيتي حفيدي .. وشاءت إرادة الله لي أن تحين ساعة قدومه .. في ذلك اليوم الذي كان مكتظاً بالعمل الأكاديمي .. لكونه كان يوم مناقشة طالبتي لرسالة الماجستير .. تلك الطالبة النجيبة والبحث العلمي الشيق .. والنتائج المتميزة التي حصلنا عليها .. كما كانت لي أيضاً مشاركة دولية في مؤتمر علمي في اليوم الذي يليه .. ويصعب عليَ كثيراً أن اتأخر عنه .. لحرصي التام والرغبة الأكيدة لحضوره .. عندها أصابتني الحيرة رغم فرحي .. والقلق الكبير رغم هدوئي .. فالحدث جداً سعيد ولله الحمد .. وهو ما كنت أنتظر حدوثه بلهفةٍ شديدة .. 



وفي ذلك اليوم الذي كان مكتظاً بالمهام .. ذهبت أولاً إلى المستشفى للإطمئنان على والدة الحفيد .. القادم الجديد .. في ذلك المستشفى البعيد .. وبعد أن اطمأن بالي عليها .. غادرت إلى الجامعة .. لحضور مناقشة طالبتي النجيبة .. التي أبدعت في شغلها العملي .. ذلك المتعلق بدراسة تأثير البنجر على طفيل الملاريا .. وقد كانت نتائجها ولله الحمد مميزة وجديدة .. كما كانت لها مناقشة علمية فريدة .. موضوعاً وطرحاً وتعليقاً .. ونتائج وتفسيراً ونقاشاً .. وقد أثنى عليها فريق الممتحنين لذلك العمل المميز ..



وبعد أن انتهت تلك المناقشة .. قلت تعليقاً سريعاً .. وغادرت مسرعة إلى مكتبي وأنا بالي جداً مشغول .. كي أجمع ما يتعلق بي وأحمل نفسي إلى المستشفى مرةً أخرى .. وإذا بطالبتي النجيبة .. تلحق بي وهي تقول .. دكتورتي لماذا لم تعلني في جلسة المناقشة تلك .. أنه تم اجتيازي لها بجدارة واستحقاق .. جاوبتها بإصرار أنني قد أعلنت ذلك .. وحينها بالطبع كان يبدو لي ذلك .. وهو في الحقيقة لم يتم .. لكوني استدركت عدم حدوث ذلك وأنا في طريق عودتي إلى المستشفى .. ويبدو أنهم قد عذروني جميعاً في عجلتي تلك .. لكوني أخبرتهم بالحدث السعيد الذي أنتظره ..



وصلت إلى تلك المستشفى .. حاملة نفسي الطائرة من الفرح إلى جناح الولادة .. عندها أخبروني وطمنوني أن الأم بخير وسلامة .. وأن طفلها القادم إلى الحياة .. في قسم رعاية الأطفال المواليد .. وأنه يحتاج فقط لبعض الفحوصات الطبية للإطمئنان عليه .. حمدت الخاق المعطي على ذلك .. وذهبت مسرعةً إلى البيت .. كي أرتب شنط السفر للمغادرة في ذلك المساء خارج المملكة .. جمعت مايلزم أخذه معي من ملابس ضرورية .. ومستلزمات طبية وعلمية .. وحزمت الحقائب جيداً .. استعداداً للمغادرة في مساء تلك الليلة السعيدة .. للمشاركة في مؤتمر علمي تم التسجيل فيه مبكراً .. وذلك للمشاركة بتقديم ورقة علمية .. ونشرها في مجلة المؤتمر والتي ستصدر لاحقاً بإذن الله ..   



وفي تلك الليلة وقبل ذهابي إلى المطار .. رتبت أموري بأن أذهب إلى المستشفى أولاً .. كي أقوم بتجهيز غرفة الأم والحفيد بأجمل صورة لائقة .. أولاً لاستقبالهما فيها ونحن حامدين الله بسلامتهم .. وثانياً لشكر الله على قدوم وافد جديد في حياتنا جميعاً .. ولاستقبال المهنئات بهذا الحدث السعيد .. وبالفعل تم كل ما خططت له بسرعةٍ فائقة .. وبعدها غادرت سريعاً خارجةً من تلك المستشفى .. ومتوجهةً إلى المطار مباشرةً وعلى وجه السرعة .. حين كان زوجي يسبقني هناك وينتظر وصولي على عجل .. وبالطبع فلم أتمكن من حضور زيارات التهاني والتبريكات بقدوم الحفيد الأول لنا ..



وبعد أن أنجزت مهمتي العلمية .. عدت على غير العاده .. وعلى وجه السرعة العجيبة .. لرؤية حفيدي .. ذلك القادم الجديد الذي كنا ننتظر وصوله بكل الشوق لرؤيته .. والإستمتاع بوجوده بيننا .. فليس أعز من الولد إلا ولد الولد كما يُقال .. وهو فعلاً كما يُقال .. فقد كان ذلك الشعور جميلاً جداً .. شعرت به تجاه حفيدي الأول .. اسأل الله أن يجعله ابناً صالحاً باراً بوالديه ..



وقد راودني ذات الإحساس الجميل أيضاً عند قدوم حفيدتي الأولى .. وملازمتي لوالدتها حتى تم اطمئناني عليهما جميعاً .. ورؤيتي لها وهي كملاكٍ نائم في ذلك السرير الخاص بالأطفال .. وكانت فيه نائمة بكل الإطمئنان .. الذي يملأ ذاك المكان .. راحةً وإحساساً جميلاً .. وحين أسموها والديها "سـلام" .. كانت ماشاءالله فعلاً كالسلام .. رقةً وعذوبة واطمئنان وسلام .. فكان ومازال لها من اسمها نصيب .. حفظها الله وبارك لنا فيها .. وفي أختها الجميلة المتفردة "سِوار" .. والتي ابتهجت حياتنا بها أيضاً ولله الحمد .. وبالفعل فليس أعز من الولد إلا ولد الولد .. نسأل الله لهم الصلاح والفلاح .. في مسيرة حياتهم المليئة بالكفاح ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...