4/19/2023

و هلْ .. هِـلالْ العيــد !!

 و هلْ .. هِـلالْ العيــد !!



 

حين يهل علينا هلال شهر رمضان الفضيل .. نفرح بدخوله .. ونعيش أيامه مستمتعين صيامه .. وفي الليل مؤدين قيامه .. فإنها تكون أياماً وليالي ليس كمثلها في كل العام .. حين نتعبد لله عز وجل بالصلاة والصيام .. وحين نتقرب إليه سبحانه بالقيام .. وحين ندعوه ونرجوه لمستقبل الأيام .. فإنها أياماً جميلة وليالي فضيلة .. تمر سريعاً .. ونظل ننتظر بلوغها للعام القادم .. أن أمد الله في أعمارنا .. لنعيشها ثانيةً .. بجمال صيام الأيام .. وروحانية الليالي الفضيلة ..  



وفي آواخر شهر الصيام .. نستعد بحبٍ واهتمام .. لإستقبال عيد الفطر السعيد .. لنلبس فيه وله كل جديد .. ونحتفل مع الأهل والأحباب .. فهي أيام فرحٍ وعيد .. وهي تعني لنا كمسلمين فرحة إتمام الصيام .. لذا فإن له شعورٌ جداً مختلف .. ولا ننسى من لهم علينا حقاً .. من الأهل والأحباب .. وممن تجب لهم علينا الزكاة .. فنخرج زكاة المال بحب وطواعيه وطاعةً للرحمن .. فهي تآلف الإنسان مع أخيه الإنسان .. ليفرح كلاً منا بهذا الحدث السعيد .. ويستعد له بحب ولبس الجديد ..



 وفي ليلة العيد تحديداً .. تغمرني بهجةٌ لا مثيل لها .. متذكرةً أيام عيدي فيها بحي الرويس .. ذاك الحي الذي شهد طفولتي .. وشهدتُ فيه روعة حياتي في أيامه ولياليه .. وخاصةً ليالي رمضان والعيد الذي يليه .. فبين الإستعداد شخصياً ومنزلياً .. وبين تجهيز المنزل وتنظيفه .. وبين إعداد مايلزم لضيوفه .. وبين استقبال المُعايدين صباحية العيد .. وبين سهرات لياليه في الزيارات وتلك المراجيح .. وفي كل تفاصيل حياتي فيه .. يشدني إليه وإليها الشوق والحنين ..



كما تأخذني الحين أجمل الذكريات .. لأحلى الليالي واللحظات .. حين كنا نغادر منزلنا بذلك السكن الخاص بجامعة المؤسس .. وفي استعدادنا للعيد في بيتنا ذاك .. في حارتنا تلك .. بقرية ثول المميزة .. والتي كانت حينها غير معروفة .. لكنها كانت لنا ونراها جميلة بجمال نفوسنا ورضانا عن كل شيء .. كانت بسيطة الحياة فيها ورائعة ومميزة .. نعم مميزة بطبائع حياة ساكنيها .. ففي الصباح يُترك باب المنزل الرئيسي والخاص بالرجال مفتوحاً .. ومجلسهم ذاك يكون مُعداً لهم نظيفاً ومبخراً .. وقهوة العيد جاهزة وحلاوته موجودة .. لأولئك الجيران المعايدين .. ونحن بكل شيء مستعدين .. لإستقبالهم بعد الإنتهاء من صلاة العيد .. وفي الليل تتكرر نفس الطقوس لتشمل كذلك الأطفال والنساء .. والتجمع عندنا لتناول طعام العشاء .. والسمر والحديث لساعات متأخرة من ذاك المساء .. 



 وبعد أن تركنا شقتنا تلك في سكن أعضاء هيئة التدريس بجامعة المؤسس .. وانتقالنا لمنزلنا الخاص .. لم تختلف فرحتنا واستعدادنا للعيد .. خاصةً عيد الفطر .. عدا أن عائلتنا ما شاء الله كبرت قليلاً .. فأصبحت أستقبل الأحفاد والأولاد وزوجاتهم صباح كل عيد .. وسعــادتي بهم حينها حقـيقـي لا توصف .. وفرحتي بهم لا توازيها أي فرحة .. وبهجة العيد معهم وبهم أحلى وأجمل ..   



ونحن الآن وقد مرت علينا السنوات .. وزاد لدينا مخزون الذكريات .. ولنا في حياتنا محطات ومحطات .. منها البسيطة الجميلة رغم العناء .. ومنها الهادئة المستقرة ذات الرجاء .. ومنها الطموحة الدوؤبة واسعة الرخاء .. نظل ندعوا الله دوماً وفي كل حين .. بأن يديم علينا نعمه الكثيرة .. وأن يضفي علينا ستره وآمانه .. وأن يردنا إليه رداُ جميلاً .. وأن يجمعني بأحبتي في رياض الجنان .. مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .. وكل عام والجميع بخير ..  

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...