5/04/2023

رفيق دربي .. وكفاحي !!

 رفيق دربي .. وكفاحي !! 



 

ماذا عساي أن أقول في ومضتي هذه .. وهل ستكفي كلماتي لقول كل ما أريد .. وهل ستسعفـني مشاعري في بث كل وجدانيات العبارات .. لمن كان لي زوجاً ووليفاً .. أخاً وصديقاً .. مُشجعاً ومُعيناً .. لقد كان لي كل شيء وأنا في حاجةٍ لكل شيء .. فعند الخوف هو الآمان .. وعند الراحة هو الإطمئنان .. وعند الحاجة هو الإحسان ..



بدأت قصتنا منذ حياتنا في حي الرويس .. جمعتنا ذكريات البيت الواحد .. والكفاح الأسري المشترك .. ثم آن الآوان لكي نفترق .. حين وجب ذلك وحين رأى والدي عليه رحمة الله ضرورة ذلك .. فأنتقل ليعيش بعيداً عن بيتنا .. ولكن أيضاً في ذات الحي .. كي يكون قريباً من عمه .. وعمه قريباً منه ..



لم تنقطع علاقته بنا .. فقد كان يزورنا على فترات متباعدة .. وحين قرر والدي ترك ذلك الحي .. وانتقاله إلى حي آخر في شمال جدة .. انتقل هو أيضاً معنا .. وفي بيت مستقل له ولوالدته وأخوته .. وفي الثامن من شهر شوال لذلك العام .. كان حفل الزفاف البسيط البهيج .. ورغم بساطته إلا أنه دام ثلاثة أيام .. عاش فيها بيتنا المتواضع اكتضاضه بالزوار في حالة غير مسبوقه .. واستنفار الجميع لحدثٍ جميل .. حين تزامنت فرحة التخرج من الجامعة بمعدل عالي .. وفرحة الزفاف إلى الزوج الغالي .. 



وماهي إلا مدة بسيطة .. حتى تم تعييني كمعيدة في قسمي الحبيب .. وكان التخطيط أن يتوج ذلك بسفرنا خارج المملكة لإستكمال الدراسات العليا .. لكن قدر الله وما شاء فعل .. حين صدر القرار بمنع السيدات من الإبتعاث .. وعندها تغير المسار .. ولعله خير .. فمن هنا .. من جدة بدأت المشوار .. مشوار الدراسات العليا .. ورفيق دربي بجانبي .. يؤازرني في كل خطوة .. ويبارك لي كل تفوق ونجاح ..  



 وفي مرحلة الماجستير .. كنا نذهب سويةً إلى سوق السمك فجراً .. كي أحضر تلك الكمية المناسبة والمتنوعة .. وأذهب بها إلى المعمل قبل الجميع .. للعمل عليها قبل حضورهم .. كي لا أسبب إزعاجاً لهم .. من رائحته المميزة والمزعجة لي في نقطتي تلك .. التي حققت لي نجاحٌ رائع وتميزٌ جميل محلي وعالمي .. 



أما في مرحلة الدكتوراه .. فقد كنا نذهب أيضاً سويةً إلى منطقة الرهاط .. القريبة من مكة المكرمة .. تلك المنطقة البعيدة جداً .. وذلك لإحضار كمية القواقع .. وتحقيق تميز سعودي بلا منازع .. وقد كان لي أيضاً معيناً ومساعداً .. وبالتشجيع دائماً واعداً .. وفي رحلة المنافشة النهائية في مدينة لندن .. كان معي مرافقاً .. نعم لم يتركني في أي خطوة من مراحل إنجازي .. وفرحاً لي ومشجعاً في كل ما تحقق .. ومهنئاً لي قبل الجميع ..



كان ومازال الحبيب الوفي .. والأخ والصديق والرفيق .. أستند إليه عند الحاجة .. وأعتمد عليه في كل ضيق .. أستنير برأيه وإن اختلفت الآراء .. فنجد بيننا اتفاقاً روحياً جميلاً .. اسأل الله في علاه .. أن يجزاه عني خير الجزاء .. وأن يُعلي منزلته في الدنيا والآخرة .. وأن يبعد عنه كل ضيق .. وينور له الطريق .. وأن يكون لي في الجنة رفيق .. اللهم آمين .. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...