أروع .. تناقض وتجانس !!
في ماضي أيامي الجميلة .. في ذلك الحي الذي حوى الكثير من الذكريات .. حي الرويس .. فيه بدأت أولى إبداعاتي الكتابية .. وغيرها من الأعمال الفنية الجميلة .. بمعنى أني كنت أكتشف نفسي في كل محور جمالي .. آراه مختلفاً ويستهويني .. وكنت لاشك أطور نفسي فيه .. حسب المتاح من الوقت ..
في بدايات تلك الأيام الماضية .. وحين كنت أمارس بعض تلك الهوايات .. لم أكن على درايةٍ بما سيكون عليه مستقبلي الدراسي والمهني أيضاً .. وأين سترسوا سفينة نجاحي .. كنت فقط مستمتعة بما أفعل .. ولست قلقةً على ما سيحدث لي في المستقبل ..
كنت في صغري أحب أن أشكل عرائس العيدان .. بطريقتي المبتكرة .. وأكون منهم أسرة متفاهمة .. وحديث حواري يدور بينهم بكل إنسجام .. كنت أحادثهم وأنا مستمتعة .. وحين أنتهي من جلستي اللطيفة معهم .. أحفظهم في مكانهم مستودعة .. وللقائي بهم أظل متشوقة .. ولحديثي معهم جداً متلهفة ..
ثم ما لبثت أن أكتشفت مهارتي في الكتابة .. وذلك عند وفاة الملك فيصل عليه رحمة الله .. لقد تأثرت لذلك الحدث كثيراً .. وكتبت فيه أولى محاولاتي الكتابية .. وكانت أبيات رثاء موزونة جميلة جداً .. من فتاة في تلك المرحلة المبكرة من العمر .. ألقيتها حينها أمام كل أفراد أسرتي .. وأخبرت بها كل من أعرف من حولي .. كنت حينها فرحةً مسرورة .. وبنفسي جداً فخورة ..
وبعدها بدأت معي أيضاً هواية الرسم .. حين كانت أختي حبيبتي تحضر بعض المجلات القصصية .. فكنت أختار صور الأوجه فقط .. وأقوم بإعادة رسمها بإتقان .. في عمل مُبدع وفنان .. وبطريقة مبتكرة وفريدة .. ولا زلت أطبقها حتى الآن .. وكنت أجمع تلك الرسومات في نوتة ملاحظات مُميزة بحجمها ولونها .. وكأني آراها الآن أمامي .. كانت تلك النوتة معي في كل مكان .. ففيها إبداعات رسومات وجوه الأشخاص بصورة مُتقنة جداً .. وكنت بها حينها جداً مسرورة .. وكنت بما أعمل مُبتهجة وفخورة ..
ومع كل هذا الإنغماس في النواحي الأدبية .. إلا أنني اخترت التخصص العلمي في المرحلة الثانوية .. أو بالأحرى وجدت نفسي فيه .. حين كان مجموع درجاتي يؤهلني لذلك .. ولقد كان تخصصاً ليس سهل المسالك .. بل يحتاج مني الجهد والدقة والتركيز .. والحرص والإهتمام .. والسهر أكثر من المنام .. وبالفعل لم أتوانى في ذلك جهداً ... بل بذلت وتعبت .. واجتهدت ونلت .. أذكر أنه في سنتي الأولى لتلك المرحلة .. قد ثابرت فيه مجتهدة .. حتى تخرجت من تلك السنة بنسبة متميزة .. تؤهلني لإستكمال الدراسة في السنة الثانية في المدرسة الثانوية الأولى .. حينها بدأت المسار العلمي .. بكل جماله وعنفوانه ..
ورغم ذلك .. فلم أنسى هواياتي الأدبية .. سواء في القراءة أو الكتابة .. فهي متنفسٌ شيقٌ وجميل .. خاصةً إذا كان هناك ما يستثير .. من أحداث حياتية أو عملية .. فكنت بأبياتي الشعرية البسيطة .. موثقةً لبعض منعطفات حياتي .. معبرةً كثيراً عن ذاتي .. أمسك ذاك القلم لأسرد بعض من حكاياتي .. التي أستمتع بإحتفاظي بها حينها .. بكل الحرص والحب والإحتفاء ..
ولم أهمل مهارتي الكتابية حتى بعد التحاقي بجامعة المؤسس .. كنت كثيراً في مناسبات قسمي الإجتماعية .. أو حتى في المناسبات العامة للكلية .. تكون لي مشاركة كتابية .. موثقةً بها حدث ذلك اليوم السعيد .. وأنا جداً سعيدةٌ بما أفعل .. حتى أنه بعد أن مرت سنوات عمري هناك .. وحين آن الآوان لترك ذلك المكان .. وفي إحتفال بهيجٍ في ذلك الزمان .. ألقيت أبياتي الشعرية موثقةً ذلك الحدث السعيد ..
وأيضاً .. لم تتوقف هوايتي الكتابية عند هذا الحد .. لذا فقد انطلقت في مشروع كتابة قصص عاطفية .. عن طفيلياتي الطبية .. وهنا ظهر لي إنجاز جديد ولله الحمد .. والذي أسميته "لسان الحال" .. حين جعلت كل طفيل يتحدث عن نفسه وحياته .. في سردٍ عاطفي شيق .. حين أخترت أن تكون عناوين هذه القصص .. إما اسماء أغاني شهيرة .. أو أمثال دارجة معروفة .. وأحمد الله أن حققت هذه القصص .. العديد من الجوائز العالمية .. لكونهم وجدوا فيها تجربة تعليمية فريدة .. والحمدلله على كرمه وتوفيقه ..
ولا زلت حتى هذه اللحظة .. أمارس مهارة الكتابة نثراً وشعراً .. واصفةً شعوري بإحساسي الصادق الذي أشعر به .. فقد أكون مادحةً جميلة .. وقد أكون ناقدةً ثقيلة .. وقد أكون واصفةً أصيلة .. وأنا بكل هذه الحالات أحب كثيراً ما أفعل .. وفخورةً بكل الذي حصل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق