3/16/2023

لماذا .. لسان الحال !!

 لماذا .. لسان الحال !! 



 

منذ بدء دراستي لهذه المادة .. وأنا في بداية دراستي لمرحلة الماجستير .. وجدتها صعبة سهلة .. ممتعة جداً .. إنها مادة "طفيليات" .. حين لم أتمكن من دراستها في مرحلة البكالوريوس .. أو بالأحرى لم أرغب في ذلك .. لسبب أعتقد أني أخبرتكم به في ومضة سابقة .. نعم .. كانت مادة صعبة في محتواها العلمي .. سهلة بالنسبة لي في استيعابي لتلك المعلومات .. وحفظها في ذاكرتي بسلاسة ولله الحمد ..



وبالطبع لم أتهاون في دراستها أبداً .. ولم أركن إلى الكسل الذي ليس من طبعي .. بل على العكس .. اجتهدت وحرصت .. ودرست وقارنت .. ومن ثم لخصت كل تلك المعلومات الدسمة المثيرة .. والمتداخلة الكثيرة .. في أربع صفحات فقط .. كانت عبارة عن جداول مقارنة علمية دقيقة .. بين كل أنواع طفيليات ذلك المنهج .. فكانت هي المرجع الذي أجدد فيه ذاكرتي .. بكل ما يخص كل طفيل على حده ..



بعدها أنجزت الجزء العملي لإكمال حصولي على درجة الماجستير .. وقد كان ولله الحمد بعد مشوار عملي متعب .. لكنه منجز وجميل .. وبعدها انتظرت مدة ليست بالهينة القصيرة .. كي أستطيع أن أحصل على درجة الدكتوراه .. وتجارب معملية مضنية .. أشغلتني النهار وأسهرتني الليل .. لكن نتيجته ولله الحمد .. كانت جداً جميلة ومفخرة لي محلياً وعالمياً .. 



 وخلال تلك المرحلتين .. وأعني مرحلة الماجستير والدكتوراه .. وأنا منتظرة لسنوات عديدة تجاوزت العشر .. كنت أمارس تدريس هذه المادة وأنا محاضر .. فقط انقطعت عن تدريسها ..  عندما كنت أحضر نفسي لنيل درجة الدكتوراه .. ومن بعدها عدت لتدريس مادتي .. مادة طفيليات .. بشوق ولهفة وحب ليس له مثيل .. وعندها أيضاً لاحظت كراهة الطالبات لهذه المادة .. وإحساسهم المستمر بصعوبتها .. والإنزعاج من دراستها .. لذا خطرت لي فكرة !! ..



كانت هذه الفكرة .. هي كتابة قصص عاطفية عن كل طفيل .. يحويه منهج هذه المادة الدسمة .. وكنت قد عرضت أولى هذه القصص على بعض الزميلات المتخصصات في الكتابة القصصية .. وقد أيدنَ هذه الفكرة .. بل ونالت استحسانهن لروعة الفكرة وجمال تنفيذها .. وبعد ذلك استرسلت في إكمال هذا المشروع .. بحيث شمل طفيليات الإنسان والحشرات الطبية .. 



وحين كنت خلال ذلك .. أريد معرفة رأي الفئة المستهدفة من هذه القصص .. وهل ستؤدي الغرض منها أم لا !! .. عرضت بعض من هذه القصص على فئة من طالبات المادة .. وذلك بقراءتها لهن .. أو بتركهن يستمتعن بالقراءة على مهل وتمعن .. وحينها أتاني ردهن بحيرتهن في ذلك .. ومن جمال أسلوبها وسردها .. هل تريدين منَا أن نحذر منها .. أو أن نحبها ونتعاطف معها !! .. فكان جوابي أني أريد الأثنين .. وهنا عرفت أني وصلت للمراد .. بتوفيق وإلهام من رب العباد ..  



وكنت قد أسميت هذه السلسلة القصصية "لسان الحال" .. حين كان كل طفيل يخبرنا عن حاله بلسانه .. محدثاً لنا عن ظروفه وما آلت إليه أحواله .. طالباً منَا التعاطف معه والشعور بإحساسه .. وبذلك نال مشروع "لسان الحال" الإعجاب من بعض الطالبات .. والتأييد من الزميلات المُشجعات .. لذا أكملت هذا المشروع بحماس .. قبل أن أعرضه لكل الناس .. 


 وفي معرض Inova,2022  والذي أقيم في دولة كرواتيا ..  عرضت مشروع "لسان الحال" للتحكيم هناك .. ولأول مره .. فنال الميدالية الذهبية وجائزة أفضل امرأة مخترعة .. وحقيقي أسعدني كثيراً هذا الإنجاز .. ونيله للجوائز العالمية هناك .. لذا كررت المشاركة به في عدة معارض لاحقة .. وقد حصد العديد من الجوائز الدولية .. والتي كانت آخرها من معرض تايلاند الدولي .. في شهر فبراير الماضي .. وقد حضيت هذه القصص .. التأييد القوي لنشرها وجعلها في متناول طلبة العلم .. كما التفت الإعلام لهذا الإنجاز .. وكانت لي بعض اللقاءات لتسليط الضوء على ما تم إنجازه .. وعلى فهم الفكرة والغرض منها .. 



كما جرت المفاهمة على إنجاز رسومات توضيحية جميلة .. تسهل فهم القصص الطفيلية .. ومحتواها وما حدث فيها .. وسبب التسمية ومعناها .. وجرت المفاهمة أيضاً مع دار نشر سعودية معروفة .. لتولي طباعة الكتاب وتوزيعه .. وبذلك أكتمل عندي تقريباً مشروع "لسان الحال" .. ولم يكن أبداً من المُحال .. الذي يصعب تنفيذه .. وتحقيق الجوائز العالمية فيه .. والحمدلله على كل ما خُطط له وحدث ..

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...