3/30/2023

متذوقة .. وتكره الطبخ !!

 متذوقة .. وتكره الطبخ !! 

 


لا أعلم كيف أسرد عليكم ومضتي هذه !! .. وهذا هو عنوانها .. والذي يصف علاقتي الحالية مع المطبخ .. وكل ما يتعلق به بكل وضوح .. ولا أعلم لماذا كنت أم أصبحت هكذا !! .. فأنا حقيقةً لا أحب ما تحبه معظم النساء .. وهو شوؤن المطبخ وكل ما يتعلق به من إعداد الطعام .. ورغم ذلك فأنا متذوقةٌ ممتازة .. بمعنى أنه لا يعجبني أي طعام ولا أي إعداد له .. لذا فإني أجامل كثيراً في هذا الجانب .. 



 فمنذ صغري وأنا بين أحضان والدتي عليها رحمة الله .. تعلمت منها الكثير من شوؤن المطبخ .. ومنها إعداد الأطباق المتميزة والصعبة في ذات الوقت .. لكونها يرحمها الله .. ربما رأت فيني حب التعلم لكل شيء تبدع هي في عمله .. وبالفعل فقد تعلمت منها أشياء كثيرة .. ولا زلت أتقنها جيداً .. وعند الحاجة أقوم بعملها .. وأنا في كل ذلك أترحم على والدتي كل حين ..



ولكن .. ورغم امتلاكي لمهارات عديدة في شوؤن المطبخ .. وإعدادي لبعض الأطباق الشهية .. إلا أنني أرى شخصياً أنه عمل تقليدي بحت .. وقد تنوب عني فيه .. مُساعدتي المنزلية أياً كان جنسها .. والتي اشترط لإستقدامها من بلدها .. معرفتها ومهارتها في هذه النقطة تحديداَ .. وعندها قد أوفق في اختيارها .. وقد أفشل فشلاً ذريعاً .. وعندها أيضاً يجب إيجاد حل سريع لهذا الوضع .. وذلك لكراهتي الشديدة لهذا الشأن المنزلي تحديداً ..



 فمنذ زمنٍ بعيدٍ .. تعلمت من والدتي يرحمها الله .. عمل خبز القرصان في الميفا .. حين كانت تعتمد عليَ أولاً فقط في إخراجها ساخنة .. ثم بعدها اتقنت لصقها جيداً في حواف الميفا .. وتقدير الوقت اللازم لإخراجها ذهبية وشهية .. ثم ما لبثت أن تعلمت من أمي عليها رحمة الله عمل المعاصيب .. وهي الإستفادة من كرشة وأمعاء الخروف وتنظيفها جيداً .. كي تلف بإتقان حول قطعة صغيرة جداً من شحم البطن .. ولا زلت أقوم بذلك حتى وقتنا هذا .. وبعدها يتم حفظها في الفريزر لطبخها عند الرغبة .. والإستمتاع بطعمها الرهيب .. 



كذلك ومنذ أيام الرويس الأولى .. أتقنت والدتي عليها رحمة الله عمل معمول التمر .. حين كانت تعد تلك الصينية المميزة بأقراص المعمول المنقوشة .. لأحملها فوق رأسي بمهارة ذاهبةً بها إلى ذلك الفرن المتخصص في عمل أرغفة الخبز .. والذي كان يستقبل هذه الصواني في أيام الأعياد والمناسبات .. ولأعود بتلك الصينية سعيدةً بما صنعت والدتي .. وبما ساعدتها في إنجازه .. وظلت حبيبتي طيلة حياتها تبدع في مطبخها .. وتقدم لبناتها وزائراتها ما لذ وطاب مما صنعته أيديها .. ومما لم نحسن تعلمه منها للأسف ..  



وفي مثل هذه الأيام .. أيام الشهر الفضيل .. علمتني والدتي أيضاً عمل شوربة الحب باللحم الضأني .. ذات الطعم المميز والرائحة الشهية .. وطريقتها المطولة .. وقد أتقنتها لاشك وأعتدنا عليها كثيراً .. بحيث لا نتذوق ولا نستطعم أي شوربة غيرها .. وبالتالي فهي الطبق الرئيسي من أطباق شهر رمضان المبارك .. 


 

ورغم إنشغالي وعدم اهتمامي .. فقد تعلمت مهارة طبخ بعض الأطباق من والدتي الحبيبة .. وحقيقةً لا زلت أتقنها إن أردت .. لكنه لا زالت لدي ذات القناعة الأكيدة .. بإنه طالما هناك من يقوم نيابةٍ عني في هذه الأعمال .. فلماذا لا أتفرغ لأشياء أخرى آراها حالياً أكثر أهمية .. وقد لا يستطيع أن يقوم بها غيري .. فهجرت المطبخ ولله الحمد إلا قليلا .. لكوني أضطر أن أدخله عند رغبتي لعمل المخلالات التي أحب عملها .. أو أعد صينية الكريم كاراميل التي أتقنها .. أو هذا البسكوت الصحي الأخير والذي تميزت بعمله لجودته .. كما أنه أحياناً وتحت الإلحاح الشديد .. قد ألبي رغبة من في البيت .. في عمل بعض الأطباق المطلوبة تحديداً .. وبالذات خلال شهر رمضان المبارك .. وكل عام والجميع بخير وسلامة .. ورغدٍ من العيش ..

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...