1/26/2023

حماقة شبابية .. غريبة !!


 حماقة شبابية .. غريبة !!



 

في إحدى خرجاتنا المسائية والمعتادة .. خلال سنوات إقامتنا في سكن أعضاء هيئة التدريس .. بجامعة الملك عبدالعزيز .. والتي كنا فيها ثلاثتنا .. وأعني أنا وزوجي وابنتي الحبيبة .. في طريقنا متجهين من جنوب جدة إلى شمالها .. ومن بساطتها إلى روعتها .. حين استقلينا سيارتنا تلك .. والتي كانت مطيعة هادئة في بداية الأمر .. حتى صرحت لنا .. أنها تغالب رغبتها لحاجتها إلى البنزين .. طالبةً التوقف بها وبنا .. في أقرب محطة للوقود ..  


 

سرنا في تلك الطرقات لمدينة جدة .. نتنقل في سيارتنا الجائعة .. بين أحيائها المتصلة والمترابطة .. ونحن نقطع تلك المسافات .. ونتبادل الأحاديث والضحكات .. وحين كان الوقت قبيل صلاة العشاء .. كنا قد وصلنا إلى طريق المدينة .. الذي يمتاز بوجود عدة مطاعم على جانبيه .. مما يُشجع أيضاً للوقوف والاستمتاع .. بشراء وجبات لنا سريعة .. تسد رمق الجوع الذي أمسى يداعبنا .. بل ويزعجنا .. وحينها لم نجد أمامنا سوى .. مطعم وشاورما " شاطىء النخيل" ..


  

وفي قرارٍ سريع جداً .. رأينا أنه لابد من شراء ساندويشات .. من ذلك المطعم المعروف .. الذي ما شاء الله لازال قائماً حتى الآن .. وفي ذاتِ المكان .. والذي يقع على الشارع الفرعي المقابل له .. محطة بنزين وأيضاً لا زالت موجودة حتى الآن .. لذا كان الرأي الجماعي السريع .. أن نشتري ما يسد جوعنا حينها .. ونعطي لسيارتنا كذلك ما يكفيها من سائلها المفضل ..



 وبعد أن اتفقنا على ما أردنا .. وتريده سيارتنا .. ونحن لا زلنا في تلك المحطة .. حدث لنا أن رأينا أغرب موقف أن يشاهده أحد .. يحدث في ذلك الزمان .. لقد كان شجاراً حامياً جداً .. بين سيارتين .. نعم بين السيارات وليس الأشخاص .. في مشهد غريب وعجيب ..


  

فكان كل قائد سيارة منهما .. لم يتنازل أن يترجل من سيارته .. ويتفاهم ودياً مع الطرف الآخر .. وأن يكتفوا بذلك فقط .. فكان أن بدأ أحدهما .. استناداً على شجار لفظي حدث بينهما قبل ذلك .. وهما في السيارات .. نعم .. لقد بدأ ذلك الرجل المتهور وبكل جرأة .. بصدم سيارة الآخر المقابلة لسيارته وجهاً لوجه .. عندها وبكل غرابة التصرف .. بادره ذلك الشخص الآخر بصدم سيارته أيضاً .. والغريب أنهما استمرا لعدة مرات .. في عراك شديد يحدث بين سيارتين في محطة بنزين .. على طريق المدينة المنورة .. في مدينة جدة الحبيبة ..



والأغرب من ذلك كله .. أن ما حدث لم يكن فقط تصرف خاطئ لمرة واحدة .. بل تكرر فعل ذلك لعدة مرات .. حين تناوبوا على مدوامة التصادم .. مرة بمره في مشهد غريب ومضحك .. نعم تكرر مرات ومرات .. ونحن ثلاثتنا في سيارتنا .. نرقب ماحدث .. حين كنا في انتظار أن تكتفي سيارتنا من حاجتها للوقود .. لقد كنا في حالة ذهول مما يحدث أمامنا .. صراع بين سيارتين .. وبفعل السائقين المتهورين .. وكلاهما يصرخ على الآخر ويعنفه من خلف الزجاج .. دون أي إدراك منهما أو إحراج .. وما سبباه لمن حولهما من إزعاج ..  


 

وحسب ما أذكر .. أنه لم تكن هناك جوالات .. لكنت احتفظت بذكرى هذه الحادثة الغريبة .. بصور لها وفي كل الحالات .. ولا زال ذلك المشهد الغريب .. حاضراً في ذاكرتي كلما مررت من تلك المحطة .. وكأنه فيلم سينمائي كان يتم تصويره هناك .. ولا زلنا نتحدث عنه كلما دار حديث .. عن أحداث ذلك الزمن الجميل ..

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...