مزنة .. كانت معانا !!

 مزنة .. كانت معانا !!

 

 في ماضي الأيام السعيدة .. وتحديداً في عام 2011 م .. حين تم قبول ابنتي لدراسة اللغة والماجستير في بلاد العم سام .. حينها كان لابد من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. وحينها كانت تلك هي أولى رحلاتنا الجماعية إليها .. بصحبة أبيها وأخيها .. وحينها أيضاً .. كانت لنا هذه المغامرات الجميلة .. بصحبة من أسميناها "مزنة" ..

ولكن من هي "مزنة" .. ولماذا أطلقنا عليها هذا الأسم .. نعم سنتعرف عليها من سياق أحداث هذه الومضة القصيرة ..  

في سفرتنا الأولى للولايات المتحدة الأمريكية .. حين قضيت قرابة الشهرين من إجازتي السنوية .. وذلك لحضور دورة تدريبية .. كنا قد استمتعنا بقضاء بعض أيام نهايات الأسبوع .. في رحلات سياحية برية قريبة .. وكان دليلنا في ذلك الخرائط الورقية ..

أما في سفرتنا الثانية تلك .. ولحاجتنا لمعرفة الطريق الصحيح .. في تنقلاتنا داخل ولايات العام سام .. وحين لم يكن هناك ما يوجد مثل هذه الأيام .. من تطبيقات الكترونية متطورة .. تعرفنا بالوجهات الصحيحة والطرق المباشرة المؤدية إليها .. حينها .. ظهرت أجهزة الاستدلال للطريق .. كبيرة الحجم والناطقة صوتياً .. بإرشادات دالة لأي طريق نريد أن نسلكه .. والتي يمكن استئجارها مع السيارة .. وبالفعل لم نتردد في إتمام ذلك ..  

 

وفي جولتنا تلك بولاية كاليفورنيا تحديداً .. استعنا بأحدها .. وفي أولى الأيام .. وحين كان هذا الجهاز المتعلق في زجاج السيارة الأمامي .. وحين كان يصرخ لنا عالياً بخط السير الذي يجب أن نسير فيه .. لا شعورياً أطلقت عليه اسم "مزنة" .. قائلةً أيش تقول "مزنة" .. كونه كان صوتاً نسائياً .. وبالفعل ارتبط بهذا الجهاز اسم "مزنة" .. في كل رحلاتنا منذ ذلك اليوم ..

ولكن من هي "مزنة" .. إنها جهاز صوتي كان على شكل دمية صغيرة .. يثبت في الزجاج الأمامي للسيارة .. كي يرشدنا على الطريق الصحيح والاتجاهات المطلوبة .. وحين تصيبنا الدهشة والاستغراب .. من سيرنا في بعض الطرقات والهضاب .. تصرخ "مزنة" دالةً لنا على الاتجاه والمكان المراد .. لذا كنا في ذلك معتمدين بعد الله على "مزنة" .. رغم اختلافاتنا ونقاشاتنا .. إلا أننا نحتكم لأمرها .. وننفذ ما تقوله لنا ..

وقد كانت "مزنة" نعم الرفيق لنا .. سواء في رحلتنا تلك .. أو في الرحلات الأخرى المتعاقبة على أمريكا تحديداً .. وما أسرع تسارع الأيام .. وتطور العلم والتطبيقات .. وتجدد العديد من الإصدارات .. لتسهيل الاستدلال على الطريق .. اختفت " مزنة " بكل أحداثها ومغامراتها .. وظلت لنا فقط .. جميل ذكرياتها ..