6/10/2021

ذكريات .. مشوار الخامسة

 

"ذكريات  .. مشوار الخامسة"



في السنواتْ التي سبقنا فيها بناتْ الرويس .. ودخولنا للمدرسة قبلهم .. كان والدي يرحمهُ الله .. هو الذي عليه عبءْ توصيلنا وإرجاعنا .. من مدرستنا الخامسة الإبتدائية .. وبعد أن لحقَ بنا بعض بناتْ الحي .. وبالأخص أعز اثنتين منهن .. في ذات المدرسة .. أصبحنا أنا وأختي .. نحبْ صحبتهم كثيراً .. في الذهاب والعودةِ من المدرسة ..



في تلك الأزمان .. كنا نتحرىَ طلوع الصباح .. على شوقْ .. كي نرافقْ صديقيتينا إلى المدرسة .. في سيارتهم الكبيرة .. ومع سائقهمْ الخاص .. حسبْ ما أذكر .. ونكون قد رتبنا .. أمر رجعتنا في الظهر معهن أيضاً .. ولكنها أحياناً تكون سيراً على الأقدامْ .. بكل مغامرةٍ جميلة .. بعد أن نكون قد طلبنا من السائقْ .. عدم الحضور حين الإنصرافْ من المدرسة .. كنا أربعتنا .. في طريق عودتنا من المدرسة .. نتسابقْ السرعة في المشي .. والجري الحذر البسيطْ .. خاصةً في ذلك الشارع الموازي لقصر الملك خالد .. وحين نصلْ إلى شارع حائل .. فإننا نتأمله كله .. بجميع محلاته .. كما كنا نمعن النظر كثيراً .. في قصرْ الشربتلي من الخارج .. بأشجاره الوارفة المُتدلية .. والتي تداعبْ أجسام المارة .. بلمساتٍ حانية .. أما إذا كان باب ذلك القصرْ مفتوحاً .. فإننا نتمعنُ كثيراً .. في تلك النافورة الذهبية الجميلة .. والتي تتوسطْ حديقة ذلك القصرْ الفخم ..



كنا في مشاوير العودة المدرسية تلكْ .. أحياناً نمشي الهوينَا الهوينَا .. وأحياناً نعلنْ السباق .. لمن تصل منا الأولى .. لنقطة معينة .. ثم يزدادُ الحماس .. ويتكررُ السباق .. كانت خطواتنا في طريق عودتنا .. سعيدةٌ متأرجحة .. وكأنما نحلقُ مع أحلامنا وأمنياتنا في الفضاء .. وكانت ترافقها ضحكاتنا وأصواتنا .. مُرددة مانحفظْ من أناشيد طفولية .. جميلةٌ وبرئية .. كنا نستعرض خلال ذاك الطريق .. أحداث يومنا الدراسي .. مُستعرضين اسماء معلماتنا .. ومهارتهن أو صعوبتهن .. ويتخللُ ذلك .. التقليد المُتقن لهن .. في بعض أقوالهن .. ينتهي الطريق .. وأحاديثنا لا تنتهي ..



وقد نجازفْ أحياناً .. أنا وأختي .. ولا نسمعْ كلام والدتنا يرحمُها الله .. بضرورة العودة مُباشرة إلى المنزل .. بل وتحت تشجيع صديقتينا .. فإننا ندخلْ معهم منزلهم .. ونلعبُ سوية في الحوش .. بجميع الألعابْ المعروفة .. من "زحفة" و "بربر" .. أو نط الحبل بجميع مهاراته .. وقد نتحمسْ أكثر .. وندخل إلى البيتْ .. وإلى غرفتهن .. وتأخذنا القصصْ والحكايات.. وسرد المغامراتْ .. حتى نتذكر .. في لحظة شهقةٍ قوية .. مع صرخةٍ من إحدانا .. أن والدتي سوف تغضبُ منا كثيراً .. وقد تعاقبنا بالحرمان من الذهاب إلى المدرسة .. في اليوم التالي .. عندها نودع الصاحباتْ .. على أمل اللقاء في الغدْ .. إذا لم يطبقْ علينا عقاب الوالدة الصارمْ .. الذي لا تلغيه الدموع..



ولقد استمرت علاقتنا المُمتازة .. مع تلك الصديقتين .. حتى يومنا هذا .. ولله الحمدْ .. وعندما نجتمع أحياناً معهن .. فإننا نسترجعْ تلك الذكريات الجميلة .. والمغامرات الأجملْ .. في مراحل عمرنا الماضية .. نعم .. يمضي العمرُ بنا سريعاً .. ولكن يظلُ الحنين .. لما مضَى من أيامنا .. ثابتاً لا يتغيرْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...