4/01/2021

عرائسي الصغيرة .. عيدان

 عرائسي الصغيرة .. عيدان 


في زمان مضى .. حيث كان لا يوجد للأطفال ما يوجد حاليًا من وسائل الترفيه المختلفة .. كنا نبتكر طرق متعددة وبأقل الإمكانات .. لتحقيق شيء من السعادة لنا .. لقد كان أي شيء بسيط يُبهجنا .. ويُفرح قلوبنا .. لتخزن لنا في ذاكرتنا صورًا جميلة جدًا .. نسترجع بها الآن ماضيًا .. كان رائعًا بكل ما فيه ..


 

من هذه الذكريات الجميلة .. أنه كانت لدي أسرة كاملة من عيدان الخشب .. حيث كنت أصنعهم بيدي .. من أعواد الكبريت المستخدمة وزوائد الأقمشة المختلفة .. الفائضة عن حاجة أمي الحبيبة يرحمها الله .. وحيث كان يُمنع علي بتاتًا إستخدام أعواد الثقاب الجديدة .. نعم كانت لدي أسرة كونتها بنفسي .. ففيها الأب والأم والأطفال بإختلاف مقاساتهم .. التي تدل على أعمارهم نوعًا ما .. وقد كنت أبدع في أن تكون لهم أزيائهم المتميزة الجذابة .. والتي أبدلها في معظم الإحيان .. تجنبًا للملل .. ونوعًا من الإبتكار الطفولي الجميل ..


 

كنت أقضي مع هذه الأسرة المبتكرة أوقاتًا جميلة .. وبالذات بعد أن أكون قد أنهيت ما تطلبه مني والدتي من أعمال المنزل .. فقد كنتُ أختلق لهم شؤونًا أسرية .. وأحداثًا مستمرة .. ودراما حياتية مختلفة .. حيث كنت أصنع لهم غرفًا محددة .. وأدوارًا أيضاً معروفة .. في الحياة الخيالية .. كنت أعيشُ معهم الخيال حتى النخاع .. وإذا حدث أن أقتضى الأمر .. أن أتركهم حين تنادي علي أمي يرحمها الله لقضاء أمرٍ ما .. فأنني أطلبُ العذر منهم .. للمغادرة لبرهة قصيرة .. وأعودُ لهم سريعًا بلهفة المشتاق الولهان ..


 

كنت أندمج مع أسرتي الصغيرة .. التي كونتها بيدي روحيًا وفكريًا .. أحيانًا أتكلمُ معهم بهمس .. وأحيانًا أفصحُ لهم بالقول .. حسب رؤيتي للموضوع الذي يدورُ حوله النقاش .. وحسب ما يقتضيه الحوار بين أفراد هذه الأسرة .. والتي أطلقتُ على أفرادها أسماءً معينة .. وعندما يكون حواري معهم وبينهم مسموعًا .. أجد أن الضحك قد تملك من يجاورني المكان .. أما عندما يكون حواري همسًا بسيطًا .. فإنني أبدع في الخيال دون إزعاج من الآخرين .. المهم أنه في تلك السن الصغيرة كان لي خيالاتي وحياتي في هذه الأسرة .. التي كونتها بيدي ومن بنات أفكاري ..


 

يالها من حياة قصيرة جدًا .. تلك التي عشتُها معهم .. فقد كبرتُ سريعًا .. وتركتهم كما هم .. صغارًا لم يكبروا !! .. وانشغلتُ عنهم كثيرًا .. فلم يكبروا معي للأسف .. لكنهم مازالوا في ذاكرتي .. يسعدونها بإزيائهم الجميلة .. وحواراتهم الشيقة .. نعم لكم أحنُ إليهم دائمًا وأشتاق .. وأقول ألا ياليت الزمن يرجع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...