6/22/2023

أشياء .. لازم أقولها !!

 أشياء .. لازم أقولها !! 



 

 ..كثيراً ما تكون لدى الإنسان منَـا مواقف وحكايات .. يُفضل أن يحتفظ بها لنفسه فقط .. أو يعلمُها القلةُ المقربون من حوله .. ولكن ماذا إذا لم يكن فيها ما يعيب .. أو يخجل منه .. فلما التردد إذاً في ذكرها .. خاصةً إذا كانت تلك المتعلقة بسنوات الكفاح .. والمعروف أنها كانت أيام صعيبة .. تمر غالباً رتيبة .. حقيقةً لقد كان أجمل مافيها التعاون الأسري الملحوظ .. والتعاهد على الصبر لتحقيق المراد .. والسعي المتواصل الجاد .. للوصول إلى الأفضل بتوفيق من رب العباد .. 



كانت حياة صعبة ليست على أسرتنا فقط .. بل حتى على كل من كان حولنا .. وإن كنا نفوقهم قليلاً عوزةً واحتياج .. حين كنَا لكل شيء نحتاج .. فمن ذكريات الطفولة المتعبة والممتعة في ذات الوقت .. هو صيد الجراد .. حين يأتي موسمه .. لكونه يأتي أسراباً كثيرة .. غازياً للأراضي الخضراء والجرداء .. نعم كنا ننتظر قدومه مثل كل الجيران .. ومُحدثتكم كانت تصيده بمهارة .. ومن ثم تجمعه في سنارة .. والعودة به لبيتنا ذاك .. والإستمتاع بوجبة عشاء فاخرة .. 



وفي أيام الإجازة الصيفية .. نترك حي الرويس متجهين إلى شمال جدة .. حيث قرية ثول وما جاورها .. لزيارة أقارب لنا هناك .. فكانت لنا إجازة صيفية سعيدة جداً نقضيها بينهم .. حين كان والدي عليه رحمة الله يتركنا لمدة كافية .. للإستمتاع بأجواء الحياة البرية المختلفة .. والتسالي المختلفة أيضاً عن ما نمارسه في حياتنا في بيت الرويس .. كنت أصحبهم صباحاً لرعي الأغنام .. والإستمتاع بتلك الفعالية المتميزة .. لنعود قبيل المساء .. ونحن في قمة السعادة لإنجاز هذه المهمة .. وفي الليل لنا تسلية مختلفة .. حين كنا نبدع في صيد الجرابيع .. جمع لمفرد جربوع .. وهو حيوان صحراوي مشاغب .. ونحن نحب مشاغبته .. لذا نداعبه ونقضي عليه بحب .. ونلتهمه كذلك بحب غريب أيضاً ..



 حيوان الجربوع هذا في شكله يشبه الفأر .. لكنه أكبر قليلاً ولونه مثل لون الصحراء .. ومطاردته حقيقي ممتعة .. فهو يعمل جحور في الأرض ويتخبى فيها .. ونحن نأتي لنخرجه من جحره .. ونطارده بإصرار ونصيده بذكاء .. ونتعشى عليه مع مجموعة من بني جنسه .. كأحلى وجبة جماعية ممتعة .. وطبعاً ما نصيد واحد فقط .. بل بالعكس نعمل وليمة جرابيع .. مغامرات وعشاء وحكاوي وضحكات .. والله الله على أيام مضت وذكريات ..  



ومن ذكرياتي التي لا أنساها .. أول سفرة لي بعد عقد القران .. وقد شملت محطتين .. الأولى كانت في القاهرة وتلتها الأسكندرية .. وكانت أيام جميلة في هذه المدينتين .. والمتميزة كلاً منهما بطبيعتها الخاصة بها .. ومنها سافرنا إلى أثينا عاصمة اليونان .. وهناك كانت لنا ذكريات مختلفة وطريفة .. منها أننا سكنا في منطقة غالية حينها لا يحضرني اسمها الآن .. وزرنا المناطق التاريخية والمتاحف فيها حين كان القليل من العرب .. يزور هذه البلاد .. 


 

وفي أحد تلك الأيام .. حجزنا مع مجموعة للذهاب في رحلة لنرى غروب الشمس .. وليته لم يكن .. فالشمس وغروبها ليس غريباً علينا .. المهم ركبنا مع تلك المجموعة المتشوقة من الناس .. ذلك الباص .. وكان يسير بنا في طريق جبلي مخيف .. يمتاز بتعاريجه الكثيرة والخطيرة .. وفي كل لفة منها أتشهد ألف مره .. حتى وصلنا لتلك القمة .. عندها نزل أولئك المتشوقون .. ونحن معهم .. وانتظرنا حتى حان الغروب .. لإلتقاط الصور التذكارية .. ونحن كنا معهم .. لكنه حقيقةً لم نراه غريباً .. لكوننا نرى الغروب حين نريد وحين يريد الله .. أن تغيب شمس أيامنا .. وتختفي متوارية .. في بحر مدينة جدة الحبيبة ..



وفي يوم الأحد ذاك الذي لا أنساه .. حين أخذتنا تلك السفينة العملاقة .. لنقضي أياماً متنقلين في بعض الجزر اليونانية .. المهم في ذلك اليوم .. وبعد أن وصلنا بسلامة الله .. واستأجرنا في ذلك الفندق الريفي الجميل .. قررنا بعدها أن نستأجر موتوسيكل .. نستكشف به شوارع تلك الجزيرة .. التي بدت لنا جميلة من أول وهلة .. وبعد أن قطعنا به بعض الوقت .. ونحن مستمتعين في خط الطلوع الجبلي ذاك .. بدا لنا أنه يحتاج أن يُغذى بالبنزين .. ونظراً لكونه كان يوم الأحد .. فإنه لا توجد محطات وقود تقدم هذه الخدمة .. عندها تساءلنا .. ماهو الحل !! ..  



نظر كلاً منَـا للآخر .. ورأينا أن نعود أدراجنا نزولاً عند الحالة الراهنة التي كنا عليها .. وتعكر مزاجنا .. وتبدلت أحوالنا .. حين كان في مناطق الصعود .. نصعد به .. وفي مناطق الهبوط ننطلق عليه .. نعم لقد أصبحنا حاملين له بعد أن كان حاملاً لنا .. وتعكر المزاج .. وزاد الإحراج .. ونحن في قمة الإحتياج .. ولكن ليس هناك حل .. سوى ذاك الذي قررنا فعله ..



وحين تراءت لنا بوادر الحياة النشيطة في تلك الجزيرة .. حمدنا الله أن تمكنا من الوصول .. ونحن في قمة الذهول .. من ذلك الرجل المخبول .. الذي أعطانا الموتوسيكل خالياً من البنزين .. ونحن بطبيعة الأمر لم نسأله .. لكونه من المسلمات أن يكون مزوداً بالوقود .. وكان حينها قد استلم كامل النقود .. عدنا له وسلمناه ما استأجرنا .. وعدنا لغرفتنا تلك في ذلك الفندق .. لنبيت ليلتنا فيه .. ونكمل رحلتنا الإستكشافية الجميلة .. في يومها التالي لها ..



كثيرة هي الذكريات .. وجميلة كل الحكايات .. رغم بعض المنغصات .. لكنها تظل مداد الحنين .. لكل تلك السنين .. والتي مرت من أعمارنا بحلاها ومرها .. بتعبها وكفاحها .. بالتعب والترحال .. والبحث والإستدلال .. والحقيقة والخيال .. وبما فيها من جمال ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومضات .. تؤرخ مسيرة !!

  ومضات .. تؤرخ مسيرة !!     حين كانت ساعة ذلك القرار .. القرار الذي اتخذته عن اقتناع .. والذي قد يكون تفاجأ به الجميع من الزميلات .. ألا وه...