توحه .. والدلع نوجا !!

 توحه .. والدلع نوجا !! 

 

 منذ سنواتٍ عديدة مضت .. سنواتٌ جميلة جداً كانت ولا زالت ولله الحمد .. حين شاءت إرادة الله أن أتلقى أول درس معملي .. في آخر فصل دراسي لي بالجامعة .. لمادة الأنسجة الحيوانية .. من أستاذة جامعية سعودية .. نالت شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة .. وكان ذلك الفصل هو أول فصل تدريسي لها تمارس مهامها فيه .. في قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز .. 

في ذلك الفصل .. تعلمت على يديها أنواع الأنسجة الحيوانية .. وتعرفت على شخصها لأول مره .. وجدتها أستاذة جادة وحريصة .. إنسانة مرحة ولطيفة .. أحببت أسلوبها وبساطتها .. وأعجبني حرصها واهتمامها .. وحيث أنه تم تعييني مباشرة بعد تخرجي .. فقد صاحبتها وسعدت بصحبتها .. فكانت لي الصديقة الصدوقة .. والرفيقة الحنونة .. والمعينة اللطيفة .. فقد نشأت بيننا هذه العلاقة الجميلة .. التي لازلت أستمتع بها ولله الحمد ..

هذه الإنسانة الرائعة .. هي أختي الغالية وصديقتي الجميلة .. د. تحية ميمني .. لقد تصاحبنا وتعاهدنا على الأخوة والمحبة .. فكانت لنا أحاديثنا الخاصة .. ولنا مكالماتنا المطولة .. ولنا طموحاتنا المشتركة .. ولنا الكثير المثير الذي أنجزناه سويةً في قسمنا الحبيب .. ولنا كذلك لاشك لقاءاتنا خارج الكلية .. والتي نسعد بها كثيرًا كثيرًا .. 

 ورغم اختلاف تخصصاتنا الدقيقة .. حين أحبت صديقتي علم "سلوك الحيوان" .. وحين انسجمت أنا مع "الطفيليات" .. فلم يبعدنا اختلاف التخصصات .. بل أنه أهدافنا كانت موحدة .. ورغباتنا غالباً واحدة .. وتطلعاتنا متحدة .. فالحرص على تعليم علوم الأحياء .. بكل الجدية المعروفة عنَـا .. كان يجمعنا .. والهدف على تخريج طالبات بكفاءة عالية .. كان منهجنا .. لذا كثيراً ماكانت اهتماماتنا موحدة .. ورغباتنا مشتركة .. نفرغ لها الوقت الكثير .. ويدعمها حرصنا الكبير .. على التعليم الجيد والتطوير .. وكراهة الإهمال والتقصير .. 

وحين تأخر كثيراً كثيراً .. بدء دراستنا لمرحلة الدكتوراه .. كنا نحن الأثنتـان .. ضمن من تم الإعتماد عليهن في تدريس مواد نظرية  في القسم .. ونحن لازلنا محاضرات .. وهذا غير المعتاد عادة لمن لم تنال شهادة الدكتوراه .. ولكون كفاءتنا العلمية كانت مشهودة .. لذا نلنا ذلك التقدير الأكاديمي في سنواتنا الأولى المعدودة .. وكلنا فخر لا شك بذلك الإنجاز الأكاديمي المتميز .. 

وحين بدأ برنامج الإشراف المشترك .. ذلك البرنامج المعد لمنحنا درجة الدكتوراه .. سبقتني زميلتي الغالية بسنه دراسية كاملة .. فقد كان اسمها ضمن المقبولات في الدفعة الأولى .. في حين تم قبولي ضمن طالبات الدفعة الثانية .. وحينها آليت على نفسي أن أجتهد بالنهار وأسهر بالليل .. كي يتحقق لي ما أريد .. وهو تخرجي مع الملتحقات بالبرنامج في الدفعة الأولى .. وقد تم لي ولله الحمد ما أردت ..  

وفي ماضي تلك الأيام الجميلة .. وحين تصادقنا وزادت علاقتنا .. اختارت لي صديقتي الغالية د. تحية ميمني .. اسماً أحببته حينها .. و لازلت أحبه كثيراً حتى الآن .. بل وتداوله جميع أفراد عائلتي بكل حب .. وهو إسم "نوجا" .. حين كانت لا تتردد أن تناديني به في كل مكان .. وحين كنت ولازلت أحب سماعه منها .. وإني اسأل الله أن يسعدني بصحبتها .. وأن يجمعنا سويةً أخواتٍ متحابات .. في روضات الجنات .. عند ملكٍ كريمٍ مقتدر ..

وأنني إذ أذكر لكم علاقتي الجميلة جداً .. بصديقتي الرائعة د. تحية ميمني .. فإنني لا أنسى مواقفها الأخوية .. وإنسانيتها الرائعة .. ولطافتها النادرة .. وعلاقتها الصادقة .. فهي عند المواقف نعم الأخت .. وعند الحاجة نعم المعين .. وعند المرح نعم الأنيس .. وعند العمل نعم المشجع .. وعند الإبداع نعم المؤيد .. وعند الحماس نعم المحفز والداعم الأول .. جزاها الله عني خير الجزاء .. عن كل ما ساندتني به .. خلال أيام عملي في قسمي الحبيب .. قسم علوم الأحياء بجامعة المؤسس .. اللهم آمين ..