كان عمري خمس سنوات حين تم قبولي في المدرسة الخامسة الابتدائية في حي الرويس .. في مقرها السابق بقصر الملك خالد .. أي أنني دخلت المدرسة أصغر من السن المطلوبة وذلك لمعرفتي الجيدة بالقراءة والكتابة والفضل في ذلك يعود لوالديي يرحمهما الله .. ولتشجيع المسئولين في ذلك الوقت للأهالي لإدخال البنات في المدارس الحكومية.
في يومي الأول عند ذهابي للمدرسة قابلتني معلمة أردنية “حسب ماقيل لي لاحقًا” وكانت تسجل أسماء الطالبات في دفتر عريض معها .. حينها بادرتني بالسؤال عن اسمي فأخبرتها به .. ولكن يبدو أن صوتي كان خافتًا أو خائفًا .. لا أعلم .. فسجلت هي ماسمعته مني دون تحقق !!
كانت الدراسة في ذلك العهد .. لها تقرير شهري يصدر في صورة شهادة جميلة المنظر قوية الأثر .. في رفع المعنويات وتحفيز الهمم .. بالذات عندما تخلو من تلك الدوائر الحمراء والتي كان يكرهها الأهالي كثيرًا .. دون أي اعتناء وإهتمام من الأبناء
وفي أول تقرير لي صادر من مدرستي الحبيبة جاءني يحمل اسم “نادية” .. الأمر الذي أدهش والدتي وكل أسرتي .. فأسمي ليس بنادية بل هو “ناجية” .. الإسم الذي يحبه أبي كثيرًا .. في واقع الأمر نال إسم “نادية” استحسان والدتي .. ولم تصر على تغييره وذلك بالتواصل مع إدارة المدرسة .. والعجيب في الأمر أنني أيضًا أحببت الإسم .. وفضلت التمسك به في كل مراحل حياتي .. إلا شخصٌ واحد رفض التقيد بإسمي الجديد .. وظل طيلة حياته حتى مماته لا يناديني إلا بإسمي الذي سماني به “ناجية” .. رحمك الله ياوالدي الحبيب
إنتشر استخدام اسم “نادية” بين كل الجيران في حي الرويس .. وأصبحت معروفة بهذا الاسم في صغري وشبابي .. ولم يعرفوا أبدًا أن أسمي الحقيقي هو “ناجية” .. حتى أني أوشكت أن أنسى أسمي الحقيقي .. لولا تذكير أمي لي وتشديد إدارة المدرسة .. بعدم الوقوع بهذا الخطأ خصوصًا عند إختبارات نهاية العام لكل مرحلة دراسية .. فالكل كان حريصًا على أن أسجل اسم “ناجية” خوفًا من الدخول في إشكالات إدارية قد يصعب حلها !!
حين قررت الإنتظام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عندها سجلت بإسمي الأصلي في أوراقي الرسمية .. وبدأ يظهر اسم “ناجية” ويأخذ حقه في الانتشار .. وقد كنت في بداية مرحلتي الجامعية منزعجة .. لعدم إنسجامي في إستخدام اسم لم أعتد عليه من قبل .. وكنت كثيرًا ما أخطئ في ذكر اسم “ناجية” وأرد على كل من ينادي بإسم “نادية” .. ولكني مع الوقت أعتدت على اسمي .. رغم أنه وحتى الآن لازالت العائلة وكل أقاربي يدعونني باسم “نادية” .. ولا يستخدمون أبدًا اسمي الحقيقي .. وبالطبع حاليِا انتشر اسم "ناجية" في محيط العمل بين الزميلات والزملاء وكذلك في كل مشاركاتي المحلية والدولية .. وهو الاسم الذي أسمياني به والديي “ناجية” والذي أصبحت أحبه كثيرًا.
للمعلومية فإن اسم “ناجية” من معانيه الناقة السريعة.. وهو أيضًا يدل على التفاؤل .. أحمد الله كثيرًا .. أنه جعل لي من اسمي الجميل النصيب الكبير والحظ الوفير في حياتي العلمية والعملية والاجتماعية.
ماشاء الله تبارك الله فعلًا كنتِ ولازلتِ تنشرين التفاؤل ♥️♥️♥️
ردحذفوهل هناك أجمل من التفاؤل .. يسعدك ربي يالعنود🌺❤️🥰
ردحذفالله أستاذتي هيضتي مشاعري أنا كنت من سكان حي الرويس في شارع السيد ثم في شارع حائل ما أجمل تلك الأيام وما أجمل لمة الأهل والاقارب هناك اسعدك الله أستاذتي⚘⚘
ردحذفسعيدة جداً بسماع وقراءة الومضات
ردحذفكنت ولازلت انتظرها
رحم الله والديك وجعلهم في جنات النعيم
على يقين تام ان التفاؤل ليس من صفاتك فقط
بل تمدين به كل من حولك
في ترقب للومضة التالية ...